
في خطوة تعيد الى الأذهان زمن النضال ضد الإنتداب الفرنسي في سوريا يرتقب إعلان مجموعة شخصيات ومكونات سياسية سورية عن تشكيل إطار سياسي تحت مسمى “الكتلة الوطنية” والذي يضع في رأس قائمة أهدافه إقامة “دولة مدنية ديمقراطية على أساس اللامركزية والمواطنة المتساوية”.
وتفيد المعلومات أنه من بين المؤسسين: د. هيثم المناع، طارق الأحمد، راميا إبراهيم، وناصر الغزالي، وفرنسيس طنوس، وسيتم الإعلان عن الكيان الجديد من خلال بيان تأسيسي يتضمن أهدافه و”ميثاق الشرف”، على أن تعقبه تغطيات إعلامية تشرح تركيبة الكتلة وأبرز توجهاتها حيال الأزمة السورية وسبل الخروج منها.
ووفقا للمعلومات تتبنى الكتلة، التي سيكون نشاطها سياسيًا بحتًا، بعيدًا عن أي مسار عسكري، جملة من المبادئ الرئيسية، في مقدمتها اللامركزية الحديثة باعتبارها خيارًا ضروريًا لتجاوز حالة “التشرذم” وبناء دولة قادرة على إدارة التنوع، ويعتبر تأسيس الكتلة الوطنية في سوريا بمثابة إشارة الى تجدد النضال من أجل إستقلال سوريا مجدداً واستعادتها من أيدي هذه السلطة المؤقتة الممسكة بزمام الحكم بقوة النار والبارود والقتل والجرائم المذهبية والمجازر الطائفية، ما يعيد الى الأذهان حقبة الإستعمار الفرنسي الذي قام بتعليق المشانق في دمشق وبيروت للتخلص من الوطنيين الذين كاوا ينادون باستقلال البلاد عن حكم الأجنبي ووحدة أراضيها، والمشهد يتكرر اليوم مع وجود الأجانب من ايغور وتركستان وأفغان ومختلف الجنسيات التي يتم تجنيسها، حيث تسعى تلك الجماعات من أجل تحويل سوريا الى “أرض خلافة” وترتكب بحق أهلها أبشع المجازر، وتقوم بتقسيم الجغرافية السورية الى كانتونات مذهبية وطائفية بعيدا عن اي انتماء وطني حقيقي.
وشهدت سوريا تأسيس حزب سياسي تحت مسمى (الكتلة الوطنية) حيث لعب دورًا بارزًا في مقارعة الانتداب الفرنسي على سوريا (1920 – 1946) وفي عهد الجمهورية الأولى (1932 – 1963) ووصف بأنه من أقوى الأحزاب السورية خلال تلك الحقبة، وضم في صفوفه عددًا وافرًا من القيادات السياسيّة السورية خلال عهد الجمهورية الأولى، ومن أبرز قيادات الكتلة الوطنية آنذاك عبد الرحمن الشهبندر، الرئيس هاشم الأتاسي، الرئيس شكري القُوَّتْلِي، سعد الله الجابري، إبراهيم هنانو، جميل مردم بك، فارس الخوري، وفخري البارودي.
وأعيد تنظيم حزب الكتلة الوطنية بعد الاستقلال وسميّ بالحزب الوطني، واستطاع السيطرة على أغلب مقاعد البرلمان بين 1936 و 1939 ومرة ثانية بين 1943 و 1947 ما مكّنها من الحكم منفرداً كان للكتلة دورًا بارزًا في تشكيل الحكومات، وكانت شعبية الكتلة تتركز في دمشق ودرعا والقنيطرة والسويداء.